كتاب الطب



التعريف
علم يعرف به أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح ويزول عنه الصحة لتحفظ الصحة حاصله وتسترد زائله والطب على قسمين أحدهما العلم والثاني العمل
والعلم هو معرفة حقيقة الغرض المقصود وهو موضوع في الفكر الذي يكون به التدبير والعمل هو خروج ذلك الموضوع في الفكر إلى المباشرة بالحس والعمل باليد.
وأما الطب الذي كان سيدنا رسول الله يشير إليه ينقسم إلى ما عرفه من طريق الوحي وإلى ما عرفه من عادات العرب وإلى ما يراد به التبرك كالاستشفاء بالقرآن
الاحاديث المتعلة بها
1-                 باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء
حدثنا ( محمد بن المثنى ) حدثنا ( أبو أحمد الزبيري ) حدثنا ( عمرو بن سعيد بن أبي حسين ) قال حدثني ( عطاء بن أبي رباح ) عن ( أبي هريرة ) رضي الله عنه عن النبي قال ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.
والحديث أخرجه النسائي في الطب عن نصر بن علي ومحمد بن المثنى وأخرجه ابن ماجه فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة وإبراهيم بن سعيد الجوهري
قوله دواء بفتح الدال والمد والدواء فتح داله أفصح من كسرها قاله القرطبي والشفاء ممدود والحديث ليس على عمومه واستثنى منه الهرم والموت وفيه إباحة التداوي وجواز الطب وهو رد على الصوفية أن الولاية لا تتم إلا إذا رضي بجميع ما نزل به من البلاء ولا يجوز له مداواته وهو خلاف ما أباحه الشارع.
2-               باب الشفاء في ثلاث
حدثني ( الحسين ) حدثنا ( أحمد بن منيع ) حدثنا ( مروان بن شجاع ) حدثنا ( سالم الأفطس ) عن ( سعيد بن جبير ) عن ( ابن عباس ) رضي الله عنهما قال الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي رفع الحديث.
قوله الشفاء في ثلاث لم يرد النبي الحصر في الثلاثة فإن الشفاء قد يكون في غيرها وإنما نبه بهذه الثلاثة على أصول العلاج لأن المرض إما دموي أو صفراوي أو سوداوي أو بلغمي.
2-                 باب الحبة السوداء
أي هذا باب في بيان الحبة السوداء وذكر منافعها وقد فسرها الزهري بأنها الشونيز على ما يجيء في آخر الباب قال القرطبي الشونيز قيده بعض مشايخنا بفتح الشين المعجمة وقال ابن الأعرابي الشينيز كذا تقول العرب وقال غيره الشونيز بالضم وهي الحبة الخضراء والعرب تسمي الأخضر أسود والأسود أخضر وقال عبد اللطيف البغدادي المعروف بالمطجن هو الكمون الأسود ويسمى الكمون الهندي ومن منافعه أنه يجلو ويقطع ويحلل ويشفي من الزكام
إذا قلي واشتم ويقتل الدود إذا أكل على الريق وإذا وضع في البطن من خارج لطوخا ودهنه ينفع من داء الحية.
حدثنا ( عبد الله بن أبي شيبة ) حدثنا ( عبيد الله ) حدثنا ( إسرائيل ) عن
( منصور ) عن ( خالد بن سعد ) قال خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده ابن أبي عتيق فقال لنا عليكم بهاذه الحبيبة السويداء فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هاذا الجانب وفي هذا الجانب فإن عائشة رضي الله عنها حدثتني أنها سمعت النبي يقول إن هاذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام قلت وما السام قال الموت.
3-                باب في الحجامة.
 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة).
حدثه أن ( عاصم بن عمر بن قتادة ) حدثه أن ( جابر بن عبد الله ) رضي الله عنهما ( عاد المقنع ثم ) قال لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله يقول إن فيه شفاء
والحجامة هي استخراج الدم الفاسد عن طريق المحاجم، وهذا الحديث فيه بيان أن الحجامة مفيدة، وأنها من أنفع ما يتداوى به، وقد جاء في الحديث: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار).
4-                 باب الدواء بالعسل
حدثنا ( علي بن عبد الله ) حدثنا ( أبو أسامة ) قال أخبرني ( هشام ) عن أبيه عن ( عائشة ) رضي الله عنها قالت كان النبي يعجبه الحلواء والعسل
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله يعجبه لأن الإعجاب أعم من أن يكون على سبيل الدواء أو الغذاء.
هذا باب في بيان الدواء بالعسل وهو يذكر ويؤنث وأسماؤه تزيد على المائة وله منافع كثيرة يجلي الأوساخ التي في العروق والأمعاء ويدفع الفضلات ويغسل خمل المعدة ويسخنها تسخينا معتدلا ويفتح أفواه العروق ويشد المعدة والكبد والكلى والمثانة وفيه تحليل للرطوبات أكلا وطلاء وتغذية وفيه حفظ للمعجونات وإذهاب لكيفية الأدوية المستكرهة وتنقية للكبد والصدر وإدرار البول والطمث ونفع للسعال الكائن من البلغم ونفع لأصحاب البلاغم والأمزجة الباردة وإذا أضيف إليه الخل نفع أصحاب الصفراء ثم هو غذاء من الأغذية ودواء من الأدوية وشراب من الأشربة وحلوى من الحلاوات وطلاء من الأطلية ومفرح من المفرحات ومن منافعه أنه إذا شرب حارا بدهن الورد نفع من نهش الحيوان وإذا شرب بماء نفع من عضة الكلب الكلب وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاثة أشهر وكذا الخيار والقرع والباذنجان والليمون ونحو ذلك من الفواكه وإذا لطخ به البدن للقمل قتل القمل والصيبان وطول الشعر وحسنه ونعمه وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر وإن استن به صقل الأسنان وحفظ صحتها وهو عجيب في حفظ جثة الموتى فلا يسرع إليها البلاء وهو مع ذلك مأمون الغائلة قليل المضرة ولم يكن معول قدماء الأطباء في الأدوية المركبة إلا عليه ولا ذكر للسكر في أكثر كتبهم أصلا وهو في أكثر الأمراض والأحوال أنفع من السكر لأنه مليح ويجلو ويدر ويحلل ويغسل وهذه الأفعال في السكر ضعيفة وفي السكر إرخاء المعدة وليس ذلك في العسل وكان يشرب كل يوم قدح عسل ممزوجا بماء على الريق وهي حكمة عجيبة في حفظ الصحة ولا يعقلها إلا العالمون وكان بعد ذلك يتغدى بخبزالشعير مع الملح أو الخل ونحوه ويصابر شطف العيش ولا يضره لما سبق من شربه العسل
وقول الله تعالى فيه شفاء للناس ( النحل69 ) وقول الله بالجر عطفا على قوله الدواء بالعسل إنما ذكر قوله فيه شفاء للناس ( النحل69 ) لينبه به على فضيلة العسل على سائر ما يشرب من المشروبات وكيف وقد أخبر الله بأنه شفاء وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا خرجت به قرحة أو شيء لطخ الموضع بالعسل ويقرأ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ( النحل69 ) وكان يقول عليكم بالشفاءين القرآن والعسل
وقال شقيق قال رسول الله المبطون شهيد ودواء المبطون العسل فإن قلت الرجل الذي جاء إلى النبي فقال أخي يشتكي بطنه فقال اسقه عسلا فسقاه فلم يفده حتى أتى الثانية والثالثة فكذلك حتى قال صدق الله وكذب بطن أخيك الحديث على ما يأتي في هذا الباب قلت قد أخبر النبي عن غيب أطلعه الله عليه وأعلمه بالوحي أن شفاءه بالعسل فكرر عليه الأمر يسقي العسل ليظهر ما وعد به وأيضا قد علم أن ذلك النوع من المرض يشفيه العسل
 وقال النووي اعترض بعض الملاحدة فقال العسل مسهل فكيف يشفي صاحب الإسهال وهذا جهل من المعترض وهو كما قال بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه فإن الإسهال يحصل من أنواع كثيرة ومنها الإسهال الحادث من الهيضة وقد أجمع الأطباء على أن علاجه بأن تترك الطبيعة وفعلها وإن احتاجت إلى معين على الإسهال أعينت فيحتمل أن يكون إسهاله من الهيضة وأمره بشرب العسل معاونة إلى أن فنيت المادة فوقف الإسهال
 وقد يكون ذلك من باب التبرك ومن دعائه وحسن أثره ولا يكون ذلك حكما عاما لكل الناس وقد يكون ذلك خارقا للعادة من جملة المعجزات
 وقيل المعنى فيه شفاء لبعض الناس وأولوا الآية وحديث أبي سعيد الذي يأتي على الخصوص وقالوا الحجامة وشرب العسل والكي إنما هي شفاء لبعض الأمراض دون بعض ألا ترى قوله أو لذعة بنار توافق الداء فشرط موافقتها للداء فدل هذا على أنها إذا لم توافق الداء فلا دواء فيها وقد جاء في القرآن ما لفظه لفظ العموم والمراد به الخصوص كقوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. يريد المؤمنين وقال في بلقيس وأوتيت من كل شيء ولم تؤت ملك سليمان عليه الصلاة والسلام كثير
واختلف أهل التأويل فيما عادت عليه الهاء في قوله فيه شفاء للناس فقال بعضهم على القرآن وهو قول مجاهد وقال آخرون على العسل روي ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وهو قول الحسن وقتادة وهو أولى بدليل حديثي الباب
Share this article :

Posting Komentar

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
Copyright © 2011. Waroeng Mukhtasor - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
Proudly powered by Blogger